الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى (كاتش)
منذ افتتاح أول غرفة ألعاب للجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى، وذلك بالمستشفى الأميري عام 1989 وحتى الآن تمتع أكثر من نصف مليون طفل وعائلاتهم في الكويت بمزايا الدعم النفسي والاجتماعي خلال فترات الإقامة في المستشفى.
بدأت رؤية تقديم أنشطة اللعب والرعاية النفسية للأطفال وأسرهم في المستشفيات تحت قيادة والتزام الدكتور/ هلال الساير والسيدة/ مارجريت الساير. عندما تم إدخال ابنهما الأصغر إلى المستشفى بسبب نوبة ربو حادة، أدركت (مارجريت) تمامًا بيئة المستشفى المعقمة، ونقص مناطق اللعب والترفيه أو الألعاب للأطفال الذين تم إدخالهم إلى جناح الأطفال. بعد الحصول على إذن من رئيس قسم الأطفال ومدير المستشفى، اتصلت بأمهات وأصدقاء أخريات وأقنعتهم بالتطوع معها لتزيين غرفة اللعب وإنشاء مساحة صديقة للأطفال في الجناح الطبي حتى يتمكنوا من اللعب وتجربة الشعور بالحياة الطبيعية في بيئة غير مألوفة. وضعت هذه المبادرة الأساس لتأسيس الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى (كاتش).
على الرغم من أن الغزو العراقي للكويت عام 1990 أوقف مؤقتًا برامج اللعب في المستشفيات، إلا أن ذلك لم يدم طويلًا، وتمكنت (كاتش) من إعادة بناء برامجها مرة أخرى في عام 1994 بدعم من موجهين دوليين في مجال اللعب في المستشفيات. قاموا معًا بتكوين دبلوم دراسات عليا لمدة عام واحد في حياة الطفل تم قبوله من قبل جامعة الكويت. تخرجت الدفعة الأولى من الطلاب من الجامعة بشهادة تخصص في حياة الطفل عام 1996.
تم تسجيلها كمؤسسة خيرية غير ربحية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية عام 2003منذ ذلك الحين، تم قبول برامج (كاتش) لحياة الأطفال ولعبهم كجزء لا يتجزأ من خدمات طب الأطفال التي تقدم الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي للأطفال في المستشفيات وعائلاتهم في جميع المستشفيات الحكومية تقريبًا في جميع أنحاء الكويت. يُظهر الدليل العلمي أن توفير اللعب العلاجي المناسب وفرص حياة الطفل في المستشفى يمكن أن يسهل عملية الشفاء وتطوير آليات التأقلم عند الأطفال.
بيت عبد الله لرعاية الأطفال (باتش)
استلهمت فكرة تأسيس بيت عبد الله لرعاية الأطفال من صبي صغير يُدعى (عبد الله)، قد عاد حينها إلى الكويت من (لندن) بعد فشل رحلة علاجه من الورم السرطاني. برغم فترات الاقامة الطويلة في المستشفى والكثير من الإجراءات الطبية المؤلمة، لم تتوفر سبل علاج أخرى قد تمنح الأمل في شفائه، وقد أخبر الطبيب والدته “لا يمكننا القيام بأكثر مما قمنا به من اجل عبد الله”. قطعت أم عبد الله وعدا لابنها بأنه لن يضطر إلى البقاء في المستشفى مرة أخرى فطلبت دعم ومساعدة (كاتش) حتى تتمكن من رعاية عبد الله في المنزل. وعليه، قام الدكتور (هلال) بتشكيل فريق من الخبراء الذين تعاملوا مع آلامه والأعراض الأخرى في المنزل مما سمح لعبد الله بأن يعيش حياة طبيعية قدر الإمكان لأطول فترة ممكنة. بعد ستة أشهر، في أبريل 1990، توفي عبد الله بهدوء وسكينة بين ذراعي والدته في المنزل، قبل أسابيع فقط من عيد ميلاده الخامس، محاطًا بأسرته.
مع تعافي الكويت من الغزو العراقي وامتداد عمل (كاتش) إلى مستشفيات أخرى، أصبح واضحًا للأخصائيين في حياة الطفل لدينا أن مجموعة صغيرة من الأطفال الذين يعانون من ظروف معينة تشبه حالة عبد الله يعانون من تدني نوعية الحياة حتى نهايةحياتهم. التجربة القوية في مشاهدة شجاعة عبد الله وحبه للحياة بمجرد أن تمت معالجة آلامه وأعراضه بقيت في ذهن الدكتور (هلال) و (مارجريت) وحثتهما مرة أخرى على جمع متطوعي (كاتش) وأعضاء مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية والمجتمع الأوسع في الكويت، لاحتضان ومناصرة إدخال الرعاية التلطيفية للأطفال في الكويت؛ وهي خدمة أخرى رائدة في طب الأطفال تم تطويرها تحت مظلة (كاتش). ولضمان إتاحة هذه الخدمات لجميع الأطفال في الكويت الذين تم تشخيص إصابتهم بحالات مرضية تهدد حياتهم وتحد منها، بدأت (كاتش) العمل على زيادة الوعي والأموال لبناء دار رعاية أطفال في الكويت.
بتصميم مبتكر من قبل الطالبة المعمارية/ علياء الغنيم، وبإسم عبد الله، تم افتتاح مستشفى بيت عبد الله لرعاية الأطفال (باتش) رسميًا تحت رعاية أمير الكويت في يناير 2012، مانحاً الأطفال الذين يعيشون في الكويت الرعاية المتخصصة التي يحتاجون إليها، مع ضمان التركيز على جودة الحياة وأفضل رعاية يومية ممكنة، وتزويدهم وعائلاتهم بالدعم الإكلينيكي والنفسي والاجتماعي والعاطفي والروحي من قبل صفوة الخبراء طوال رحلة التحدي. بيت عبد الله هو أول دار رعاية تلطيفية للأطفال ولا يزال الوحيد في الشرق الأوسط.
(كاتش) في الوقت الحالي:
تدير (كاتش) حاليًا برامج حياة الطفل في سبعة مستشفيات في جميع أنحاء الكويت: الأميري، والفروانية، والجهراء، وجابر الأحمد، وابن سينا، والرازي، ومستشفى البنك الوطني التخصصي للأطفال. توفر (كاتش) برامج حياة الأطفال واللعب العلاجي للأطفال وعائلاتهم في أجنحة المستشفى، وفي غرف اللعب وجانب السرير، وفي العيادات الخارجية ومراكز الأشعة التشخيصية، وفي أجنحة العلاج النهارية، وعند الطلب من قبل الأطباء والممرضات، لدعم الأطفال الذين يخضعون لإجراءات طبية صعبة في أي مكان بالمستشفى. يتواصلون مع الأطفال باستخدام اللعب لمساعدتهم على فهم سبب وجودهم في المستشفى، وما يفعله العلاج لهم، وكيف تساعدهم استراتيجيات التأقلم على إدارة مخاوفهم؛ “لا مخاوف، لا دموع”
يقود برامج حياة الطفل في (كاتش) اختصاصيو حياة الطفل المؤهلون وموجهات اللعب الذين يعملون جنباً إلى جنب مع الأطباء والممرضات وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية لتلبية الاحتياجات العاطفية والتنموية والاجتماعية الفريدة لكل طفل وأسرة يخضعون للإجراءات الطبية في المستشفى، مع وضع احتياجات الطفل والأسرة دائمًا في المقام الأول.
(باتش) في الوقت الحالي:
يقدم مستشفى بيت عبد الله لرعاية الأطفال (باتش) رعاية طبية ونفسية اجتماعية متعددة المهنيين ومتخصصين، وكافة الدعم اللازم للأطفال المصابين بأمراض تحد من أو تهدد حياتهم في الكويت وأيضاً لعائلاتهم. هدف (باتش) هو تحسين نوعية الحياة للأطفال بدءاً من التشخيص فصاعدًا من خلال تقديم الخدمات المصممة خصيصًا لاحتياجات كل أسرة على حدة، في الموقع الذي يختارونه، سواء في المنزل أو في بيت عبد الله أو من خلال برنامج التوعية الخاص بنا في المستشفى المحلي.
يقدم فريق الرعاية التلطيفية للأطفال متعدد التخصصات نموذجًا شاملاً للرعاية مع نهج يركز على الطفل بما في ذلك الطب والتمريض والعلاج الطبيعي والصيدلة وعلماء التغذية والفرق النفسية والاجتماعية داخل (بيت عبد الله) ومنزل الطفل والمستشفى. يوفر مستشفى (بيت عبد الله) طرق السيطرة على الأعراض المتخصصة، والرعاية “خلال فترات نهاية الأسبوع الترويحية) المدعومة إكلينيكياً، والرعاية المنزلية، وخدمات إعادة التأهيل، والعلاج المائي، وأنشطة اللعب ودعم التعلم، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي والعملي لجميع أفراد الأسرة. جميع خدمات (بيت عبد الله) مجانية لجميع أطفالنا.
(كاتش) و (باتش) في الوقت الحالي:
نظرًا لأن العديد من الخدمات التي يقدمها موظفونا المحترفون في (كاتش) و(باتش) تنعكس في الخدمات المقدمة في المستشفى ودار الرعاية، فقد اتخذ مجلس إدارتنا القرار في وقت مبكر من عام 2020 بعد بحث مكثف لدمج ذراعي (كاتش)، مع التأكيد على الاستخدام الأمثل والأكثر فعالية وإنصافًا لموارد (كاتش وباتش) وقد أدى ذلك إلى زيادة دعم أخصائيو حياة الطفل في بيت عبد الله وتعزيز الخبرات والمهارات لجميع موظفي (كاتش). يستفيد الأطفال أيضًا من رؤية الوجوه المألوفة لأخصائيو حياة الطفل وموجهات اللعب الذين قاموا على رعايتهم في المستشفيات. يتم الآن مشاركة الأحداث والاحتفالات والمؤتمرات والدورات التعليمية والمرافق والمهارات المهنية وأسفرت عن العديد من الخبرات الإبداعية والقيمة للجميع في (كاتش وباتش)، بما في ذلك أطفالنا وعائلاتهم.